إنّ أمريكا من الدول الرائدة عالميًا، وتكثر بها فُرص العمل، ناهيك عن الأمان الذي يحظى به المواطن الأمريكي، لذا بات كثير من الشباب أكثر إلحاحًا خلف فُرصة الهجرة العشوائية إليها، سواء بمفردهم أو مع العائلة، وفي عام 1995م بدأ تنفيذ تطبيق الهجرة العشوائية إلى أمريكا، ذاك البرنامج الذي عُرِفَ باسم ” Diversity visa”، فهل تدريّ بكافة تفاصيلُه ومميزاته؟
ما هو برنامج Diversity visa؟
في كُل عام تُظهر الإحصاءات مُهاجرة أعداد من الأمريكيين لبلدان أخرى، لذا رغبّت في تنوّع المجتمع الأمريكي واستقبال طلبات هجرة عشوائية كل عام من سائر بلدان العالم، وهو ما يسعى إليه الجميع نظرًا للقوة الكبيرة للدولة.
تستقبل أمريكا كل عام طلبات كثيرة من المواطنين للهجرة إليها، وتوافق على خمسين ألف شخص من المُقدمين على القرعة، ولكنها تستثني الدول التي استقبلت منها أعداد كبيرة السنوات السابقة، مثل الصين، والفلبين مؤخرًا.
كُل عام يتقدّم ما يقرب إلى ثلاثة وعشرون مليون شخص إلى البرنامج، في عام 2018 تقدّم ما يقرب أربعة ملايين شخص عربي، منهم مليوني شخص مصري رُغّم تقلص فرص القبول وهو ما يكون 3200 شخص فقط، بينما ارتفعت في عام 2023 ليُحقق قرابة 5529 شخص الفوز بالسفر.
إيجابيات الهجرة العشوائية إلى أمريكا
إنّ السفر والهجرة العشوائية إلى أمريكا من الفُرص التي يحلم بها كثير من الشباب، وسيحظى بكثير من المميزات والإيجابيات:
- إنّ البرنامج لا يشترط إجادة المُتقدم للغة، لذا سيكون من السهل له السفر ثم البدء في التعلُم والاندماج بالبلد.
- لا تتطلب القرعة تقديم الراغب في الهجرة شهادات الخبرة العملية؛ حيثُ إنها تمنحه فرصة السفر فقط، أمّا ما بعد ذلك فهو من مسؤولية المُهاجر بنفسه.
- وجود فُرص عمل كثيرة في سائر المجالات أكثر مما يستغلون المواطنين، فسيسهل على المُهاجر فرصة إيجاد وظيفة مُناسبة له.
- الفُرص التعليمية أفضل وبجودة عالية، ناهيك عن الحصول على شهادات عالية للغاية مُعتمدة ومطلوبة من سائر المؤسسات حول العالم.
- يحظى المُتقدم بالاستقرار المالي له ولعائلتُه، بعيدًا عن المخاوف السياسية التي تعاني منها مواطني البلد.
- سهولة التنقل والسفر لبلدان مختلفة بعد نيل الجنسية الأمريكية، ولا تُعاني من مُشكلة القلق من الترحُل؛ حيثُ تمنحهم الفرصة للحصول على الجنسية الأمريكية.
سلبيات الهجرة العشوائية إلى أمريكا
رُغمّ تعدد إيجابيات الهجرة إلى أمريكا، إلا أنها لا يعني خلوها من السلبيات وعدم مواجهة أي عقبات بعد السفر، حيثُ هناك مشاكل سيواجهها حتى القدرة على الاندماج:
- اللغة الإنجليزية هي الرسمية في أمريكا، فيتطلب من المُتقدم إجادتها جيدًا بنفس المستوى المُحدد بعد السفر رُغم عدم اشتراطها للتقدُّم.
- تكاليف الحياة والهجرة عالية للغاية، ولا سيّما في البداية سيحتاج المُهاجر لكثير من الأموال للقدرة على الإنفاق على نفسِه، ناهيك عن رسوم المُستندات.
- أمريكا من الدول كبيرة المساحة، والتي تصل إلى ما يُقارب عشرة مليون كيلو متر مُربع، لذا سيواجه المُهاجر عقبة كبيرة في السنوات الأولى في حفظ الطرُقات والتنقل بمرونة وأريحية داخل البلد.
- تبتعد أمريكا عن البلدان العربية بالكامل، لذا فإن فرصة العودة للعرب مجددًا ستكون صعبة وباهظة الثمن، ناهيك عن عدم التطبع بأي من الثقافات العربية أبدًا.
- الثقافة الإنجليزية سوف تمنع المُهاجر من أداء الصلاة في المساجد، وعدم القدرة على سماع الأذان باستمرار لخلافه للقوانين الأمريكية، كذلك لا يكون له الفرصة في الاحتفال بالأعياد وإحياء الشعائر الإسلامية.
شروط التقديم على الهجرة العشوائية إلى أمريكا
أن تكون قُرعة بالحظ لا يعني عدم وجود شروط في المُتقدم، حيثُ أعلنت منذُ التنفيذ الأول للبرنامج بعض الشروط اللازم أن تتوافر في المُتقدم، وإلا تتقلص فُرصة قبوله، وتتجلى في:
- حصول المُتقدم على الأقل على شهادة الثانوية العامة.
- تسجيل البيانات بالكامل على الموقع الرسمي مع التأكد من صحتها، مثل: “الاسم، والعنوان، المؤهل الدراسي”.
- تقديم شهادة إنهاء الخدمة العسكرية، أو التأجيل.
- أن يكون التقدّيم من دولة مؤهلة لذلك.
- كتابة المعلومات كاملة من الأوراق الرسمية دون تغيير حتى للأخطاء الإملائية.
- الاستجابة للمعايير المُحددة من وزارة الخارجية الأمريكية.
- تأدية 12 عام دراسي كامل بشكل أساسي قبل التقدُّم للدراسة.
- التسجيل بشكل منفرد لكُل طلب، وعدم الجمع في الطلبات.
- إنّ كان المُتقدم من غير المُتعلمين، فالإقامة الحاصل عليها تكون لمدة عامين فقط.
الأوراق المطلوبة للتقديم على الهجرة العشوائية
بالإضافة إلى الشروط المُحددة من قِبل وزارة الخارجية الأمريكية وضرورة توافرها في المُتقدم بالكامل لرفع فُرصة القبول، لا بُد من توفير بعض من الأوراق الرسمية، وذلك بأن تكون نُسخة من كُلٍ من:
- المؤهل الدراسي.
- البطاقة الشخصية.
- جواز السفر ويُشترط أن يكون ساري.
- صورة شخصية واضحة مقاس 600×600.
- شهادة خبرة مهنية لغير الحاصلين على مؤهل.
أخطاء تحوّل الفوز بالهجرة العشوائية إلى أمريكا
إنّ كثير من طلبات الهجرة العشوائية تُقابل بالرفض، وتحوّل دون الفوز بها، دون الدراية الكاملة من الراغبين ببعض الأخطاء الذين يقعون بها، وتتمثل في:
- افتقار المعلومات المُقدّمة للدقة الكافية.
- عدم تقديم صورة شخصية إلكترونية حديثة، أو افتقار المواصفات المُحددة لها، مثل عدم تعديلها ببرامج التصحيح؛ حيثُ يتم الكشف عنها من مواقع خاصة بوزارة الخارجية.
- فقد جواز السفر أو تغييرُه، وكثير من الأشخاص يفقدون التأشيرة بعد الفوز بها للأسباب ذاتها، لا سيّما عند إبداء أسباب تغيير البيانات.
- تدوّين الحالة الاجتماعية بشكل خاطئ، مثل تقدُّم شخصين مخطوبين للطلب على أنهما زوجان بدعوى الزواج قبل موعد إعلان نتيجة القُرعة.
- إدخال بيانات خاطئة عن الشخص، والتي تنكشف صحتها في المُقابلة الشخصية التي تُحدد مع المُتقدم.
- فقدان رقم تأكيد الاستمارة حتى عند الفوز بها؛ حيثُ لا يُمنح الرقم للراغب مرتين، فيجب الاحتفاظ به جيدًا.
- عدم التسجيل بدولة الميلاد؛ فيجب انتساب الراغب إلى دولة الميلاد، وتلك القاعدة لا يتم استثنائها في أي حال من الأحوال.
- عدم ذِكر أسماء الأبناء حتى وإن كان الزواج سابق أو عدم وجود النية لسفرهم مع الراغب في الفوز بالقُرعة، فيجب ذِكر البيانات كاملة عنهم، مع تقدّيم صور دقيقة.