أعلنت دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC) في 4 أكتوبر عن تفاصيل جديدة تتعلق بالقواعد التي تحكم أهلية تصريح العمل بعد التخرج في كندا (PGWP). يأتي هذا التحديث في أعقاب القيود الإضافية التي قدمتها الدائرة في 18 سبتمبر. ويهدف هذا الإجراء إلى تحسين نظام الهجرة وتوفير فرص عمل مستدامة للخريجين الدوليين مع التركيز على احتياجات سوق العمل الكندي.
التواريخ الأساسية
أوضحت دائرة الهجرة أن التاريخ النهائي الذي سيتم فيه تطبيق القواعد الجديدة هو 1 نوفمبر 2024. سيظل الطلاب الذين تقدموا بطلب للحصول على تصريح دراسة أو حصلوا عليه قبل هذا التاريخ مؤهلين للحصول على تصريح العمل بعد التخرج بموجب القواعد القديمة. أما الطلاب الذين يتقدمون بطلب بعد 1 نوفمبر 2024 فسيخضعون للقواعد الجديدة.
القواعد الجديدة وأهم متطلباتها
تتمحور التغييرات الجديدة حول “مجال الدراسة” للطلاب الذين يتخرجون من برامج الكليات. فمن أجل التأهل للحصول على تصريح العمل بعد التخرج (PGWP) يجب أن يكون مجال الدراسة الذي يتخرج فيه الطالب من ضمن المجالات المؤهلة المحددة.
المجالات الدراسية المؤهلة
اعتبارًا من 1 نوفمبر 2024، يجب على خريجي الكليات أن يكونوا قد تخرجوا في أحد المجالات الخمسة الواسعة التالية ليكونوا مؤهلين للحصول على تصريح العمل بعد التخرج:
- الزراعة والأغذية الزراعية
- الرعاية الصحية
- العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)
- الحرف الماهرة
- النقل
أعلنت دائرة الهجرة أنها قد حددت قائمة تشمل 966 برنامجًا أكاديميًا مؤهلًا ضمن هذه المجالات، والتي تلبي احتياجات نقص العمالة طويلة الأمد في الاقتصاد الكندي. هذا يعني أن خريجي برامج الشهادات التي تقدمها الجامعات لن يتأثروا بالتغييرات الجديدة وسيظلون مؤهلين للحصول على تصريح العمل بعد التخرج لمدة تصل إلى ثلاث سنوات دون أي قيود على مجال الدراسة.
الاستثناءات وأثرها على الطلاب الدوليين
من اللافت أن بعض المجالات التي كانت تجذب أعدادًا كبيرة من الطلاب الدوليين، مثل السياحة والضيافة أو برامج الأعمال ، لن تكون مؤهلة للحصول على تصريح العمل بعد التخرج. ويُتوقع أن يكون لهذا القرار تأثير كبير على المجتمعات المحلية التي تعتمد بشكل كبير على المتعلمين الدوليين، خاصة في المناطق الريفية والنائية. وقالت كارين دانسي ، مديرة التوظيف والشؤون الدولية في كلية أولدز: “الضيافة غائبة بشكل ملحوظ عن القائمة، وسوف يكون لهذا أثر كارثي على العديد من المجتمعات التي تعتمد على المتعلمين الدوليين في هذا القطاع”.
كيفية تحديد البرامج المؤهلة
لم توضح دائرة الهجرة بعد بالتفصيل المعايير التي تم بناءً عليها تحديد قائمة البرامج المؤهلة، ولكن أشارت إلى أن هذه البرامج تستند إلى مجالات نقص العمالة طويلة الأمد في الاقتصاد الكندي. في بيان صدر في 1 أكتوبر، أوضح متحدث باسم دائرة الهجرة أن “المهن التي تعاني من نقص طويل الأمد والتي تستند إليها هذه السياسة هي نفسها تلك المستخدمة في عملية الاختيار القائمة على الفئات في نظام Express Entry “. كما أضاف أن قائمة مجالات الدراسة المؤهلة ستعتمد على مدخلات من الشركاء في المقاطعات والأقاليم وأصحاب المصلحة على مستوى البلاد.
التداعيات المستقبلية
هذه التغييرات تأتي في إطار جهود الحكومة الكندية لتعزيز نظام الهجرة وضمان أن يستجيب لاحتياجات سوق العمل المتغيرة في البلاد. ومع التركيز المتزايد على مجالات مثل الزراعة، الرعاية الصحية، والهندسة، فإن الهدف هو ملء الفراغات في سوق العمل الكندي التي تعاني من نقص طويل الأمد في اليد العاملة.
من المتوقع أن تثير هذه التعديلات نقاشًا واسعًا بين الطلاب الدوليين والمؤسسات التعليمية، خاصة في ظل استبعاد مجالات دراسية شائعة مثل الضيافة والأعمال. وقد تطلب هذا من الطلاب الدوليين مراجعة خططهم الدراسية والتفكير في مجالات دراسية تتماشى مع احتياجات سوق العمل الكندي الجديد.
تمثل هذه التعديلات خطوة كبيرة في تطوير نظام الهجرة في كندا، مع تركيز خاص على تلبية احتياجات الاقتصاد المحلي من خلال استقطاب خريجين في مجالات معينة. ويجب على الطلاب الدوليين أن يكونوا على دراية بهذه التغييرات وأن يخططوا بعناية لاختيار البرامج الأكاديمية التي تؤهلهم للاستفادة من فرص العمل بعد التخرج في كندا.