ما هي تداعيات إيقاف برنامج الهجرة الريفية والشمالية (RNIP) على استراتيجيات الهجرة في كندا؟ “البرنامج الذي بدأ في أغسطس 2022، والذي انتهى في 31 أغسطس من هذا العام، كان يهدف إلى تشجيع الوافدين الجدد على الإقامة في المناطق الريفية في كندا لدعم التنمية الاقتصادية هناك. فيما يتعلق بالمجتمعات المحلية، كانت لديها الفرصة لترشيح المهاجرين حتى 31 يوليو. ورغم أن RNIP لن يتم تجديده في الوقت الحالي، إلا أنه سيتم استبداله ببرنامج تجريبي جديد أُطلق هذا العام.”
برنامج الهجرة المجتمعية الريفية
برنامج الهجرة المجتمعية الريفية هو خيار جديد للهجرة الاقتصادية لم يبدأ العمل به بعد، ولكنه يهدف إلى زيادة أعداد المهاجرين في بعض المناطق الريفية في كندا التي تعاني من نقص العمالة.
يُستند هذا البرنامج إلى نموذج برنامج الهجرة الأطلسي (AIP) الذي أثبت نجاحه في تعزيز الهجرة الاقتصادية في مناطق الأطلسي بكندا. سيوفر هذا البرنامج الجديد دعمًا قويًا من أصحاب العمل المعتمدين في المناطق الريفية، والذين سيكونون ملزمين بتقديم دعم أكبر لموظفيهم المهاجرين مقارنة بالبرامج الأخرى مثل برنامج الترشيح الإقليمي (PNP). وهذا يشمل تقديم دعم للإسكان، والاندماج المجتمعي، وفرص تطوير المهارات المهنية.
حتى الآن، لم تصدر دائرة الهجرة واللجوء والمواطنة الكندية (IRCC) تفاصيل دقيقة حول هذا البرنامج الجديد، بما في ذلك المجتمعات المشاركة أو المتطلبات التي يجب أن يستوفيها المهاجرون. من المتوقع أن يتم إطلاق البرنامج هذا الخريف، ويعتمد على نجاح البرامج التجريبية السابقة التي جرى اختبارها في كندا.
نظرة عامة على البرامج التجريبية
عندما أُطلق برنامج الهجرة المجتمعية الريفية (RCIP)، أشار وزير الهجرة الكندي، مارك ميلر، إلى أن الهدف الرئيسي من هذا البرنامج هو تطوير سياسة طويلة الأمد لدعم الهجرة إلى المناطق الريفية. تحدث عن الفوارق الاقتصادية والديموغرافية بين المناطق الريفية والشمالية في كندا مقارنة بالمناطق الحضرية، وركز على أهمية البرامج التجريبية في دعم هذه المناطق التي تعاني من صعوبة جذب واستبقاء العمالة الماهرة. وقد ثبت أن برنامج RNIP كان فعالًا في مساعدة تلك المناطق على تحقيق نمو اقتصادي من خلال تعزيز التنوع في سوق العمل.
تُعتبر البرامج التجريبية في كندا وسيلة لجمع البيانات وتحليل الأداء على مدى خمس سنوات، مما يتيح لـ IRCC فرصة دراسة ما إذا كانت هذه البرامج تستحق التحول إلى برامج دائمة. ومن الأمثلة على ذلك برنامج الهجرة الأطلسي (AIP)، الذي بدأ كبرنامج تجريبي وأصبح برنامجًا دائمًا بعد تحقيقه نتائج إيجابية.
برنامج الهجرة المجتمعية الفرنكوفونية
من بين البرامج الجديدة المخطط لها أيضًا هو برنامج الهجرة المجتمعية الفرنكوفونية، الذي يهدف إلى زيادة أعداد المهاجرين المتحدثين بالفرنسية في المناطق الكندية خارج مقاطعة كيبيك. هذا البرنامج، الذي لم يتم الإعلان عنه رسميًا بعد، يُعتبر جزءً من جهود كندا لتعزيز التعددية اللغوية والثقافية في جميع أنحاء البلاد.
كان برنامج الهجرة الريفية والشمالية (RNIP) يهدف إلى دعم المناطق الريفية الكندية من خلال جذب المهاجرين المهرة للمساهمة في تنمية هذه المجتمعات. وعلى الرغم من أن البرنامج لن يتم تجديده، إلا أنه يفتح الباب لبرامج جديدة مثل برنامج الهجرة المجتمعية الريفية وبرنامج الهجرة المجتمعية للمتحدثين بالفرنسية. هذه البرامج تأتي في إطار استراتيجية كندا المستمرة لتعزيز التنمية في المناطق النائية وتوسيع خيارات الاستقرار للمهاجرين.